القائمة الرئيسية

الصفحات

السر الاعظم من السعاده القران الكريم


السر الاعظم من السعاده

السر الاعظم من السعاده ( بالقران الكريم ) 


بسم الله الرحمن الرحيم 

 ولكنه ممتد إلى غير نهاية كقوله: (لهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (الانشقاق: 25). قال الحسن البصري في قوله تعالى : (مَا

 دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ) قال: تبدل سماء غير هذه السماء، وأرض غير هذه الأرض، فما دامت تلك السماء وتلك الأرض. وعن ابن عباس 

ورد الحديث عن السعادة صراحة في القرآن الكريم في سورة واحدة فقط هي سورة هود، وفي موضعين: قال الله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (هود: 105).

 وقال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ

 )(هود- 108) لكن ما مفهوم السعادة؟ قال ابن عاشور-التحرير والتنوير لابن عاشور «والسّعيد: ضدّ الشقيّ، وهو

 المتلبّس بالسّعادة التي هي الأحوال الحسنة الخيّرة الملائمة للمتّصف بها»

. وقال الدكتورعبدالرحمن بن معلا:

 «السعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة

 الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان». وجاء في تفسير النسفي تفصيل يجلي

 أي لبس أو استشكال في فهم الآيات «ويوم » منصوب باذكر أو بقوله (لاَ تَكَلَّمُ) أي لا تتكلم (نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) أي لا

 يشفع أحد إلا بإذن الله، (مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) (البقرة- 255) 

(مِنْهُمْ) الضمير لأهل الموقف لدلالة (لا تكلم 

السر الاعظم من السعادة بالقران الكريم

 نفس) عليه وقد مر ذكر الناس في قوله (مجموع له الناس) (شَقِيٌّ) معذب (وَسَعِيدٌ) أي ومنهم سعيد أي منعم. (فَأَمَّا

 الذين شَقُواْ فَفِي النار لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ) وهما إخراج النفس ورده، والجملة في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار

سر جديد من الاسرار

 الذي في النار (خالدين فِيهَا) حال مقدرة (مَا دَامَتِ السماوات والأرض) في موضع النصب أي مدة دوام السماوات

 والأرض، والمراد سماوات الآخرة وأرضها وهي دائمة مخلوقة للأبد. والدليل على أن لها سماوات وأرضًا قوله (يَوْمَ

 تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات) [إبراهيم: 48] 

وقيل: ما دام فوق وتحت ولأنه لا بد لأهل الآخرة ما يقلهم

 ويظلهم إما السماء أو العرش وكل ما أظلك فهو سماء، أو هو عبارة عن التأبيد ونفي الانقطاع كقول العرب: ما لاح

 كوكب، وغير ذلك من كلمات التأبيد ِ(إلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ) 

هو استثناء من الخلود في عذاب النار، وذلك لأن أهل النار لا

 يخلدون في عذاب النار وحده بل يعذبون بالزمهرير وأنواع من العذاب سوى عذاب النار، أو ب (ما شاء) بمعنى من

 شاء وهم قوم يخرجون من النار ويدخلون الجنة فيقال لهم الجهنميون وهم المستثنون من أهل الجنة أيضًا لمفارقتهم

 إياها بكونهم في النار أيامًا، فهؤلاء لم يشقوا شقاوة من يدخل النار على التأبيد، ولا سعدوا سعادة من لا تمسه النار،

 وهو مروي عن ابن عباس والضحاك وقتادة رضي الله عنهم (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ) بالشقي والسعيد (وَأَمَّا الذين

 سُعِدُواْ) سَعد لازم وسعَده يسعَده متعد

 (فَفي الجنة خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السماوات والأرض إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ) هو

 استثناء من الخلود في نعيم الجنة وذلك أن لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها وهو رؤية الله تعالى ورضوانه، أو معناه

 إلا من شاء أن يعذبه بقدر ذنبه قبل أن يدخله الجنة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

 قال: «الاستثناء في الآيتين لأهل الجنة»

اسرار السعاده فى الدنيا والاخرة

 ومعناه ما ذكرنا أنه لا يكون للمسلم العاصي الذي دخل النار خلود في النار

 حيث يخرج منها، ولا يكون له أيضًا خلود في الجنة لأنه لم يدخل الجنة ابتداء، (عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) غير مقطوع

 قوله: ‭{‬مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ ‭}‬ قال: لكل جنة سماء وأرض. وجاء في تفسير المنتخب: وأما الذين رَزقهم الله

 السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها من أول لحظة، بعد انتهاء موقف الحساب إلى ما لا نهاية، إلا الفريق الذي يشاء

 الله تأخيره عن دخول الجنة مع السابقين، وهم عصاة المؤمنين، الذين يتأخرون في النار بمقدار توقيع الجزاء عليهم،

 ثم يخرجون منها إلى الجنة، ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء عظيما مستديما، غير منقوص ولا مقطوع».


السر الاعظم من السعاده 



تعليقات